عرب وعالممال وأعمال

“هيتاشي إيه بي بي باور جريدز” يفوز بعقد لأول خط ربط واسع النطاق للتيار المستمر عالي الجهد في المنطقة

سيمكّن الرابط غير المسبوق العابر للقارات المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من تبادل الكهرباء ورفع قدرة تحمل الشبكة وتسريع الوصول إلى مستقبل محايد للكربون

كتب – بروفايلي

أعلنت شركة “هيتاشي إيه بي بي باور جريدز” اليوم أنها ستقود كونسورتيوم حصل على عقد بقيمة عدة مئات الملايين من الدولارات الأمريكية من الشركة السعودية للكهرباء والشركة المصرية لنقل الكهرباء.

ويمثل هذا العقد أول خط ربط واسع النطاق للتيار المستمر عالي الجهد “HVDC” على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

حيث سيُمكّن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من تبادل ما يصل إلى 3000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، التي من المتوقع أن يتم توليد الكثير منها من مصادر الطاقة المتجددة في المستقبل.

وسيدعم الربط تدفق الطاقة في اتجاهات متعددة بين ثلاث محطات و ستضاعف القدرة على تبادل الطاقة الكهربائية لكلا البلدين.

وستقوم الشركة العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا بربط التيار المستمر عالي الجهد للبلدين من خلال توفير تقنيات متطورة تشتمل على ثلاثة مراكز تحويل تيار مستمر عالي الجهد في كل من المدينة المنورة وتبوك في المملكة العربية السعودية وبدر في مصر.

كما ستقدم الشركة أيضاً دراسات وعمليات تصميم وهندسة وتصنيع واستشارات فنية وتشغيل للنظام، وذلك بالتعاون مع اثنين من الشركاء في الكونسورتيوم _ الشركة السعودية لخدمات الأعمال الكهربائية والميكانيكية في المملكة العربية السعودية وشركة “أوراسكوم” للإنشاءات في مصر.

وسيتيح رابط التيار المستمر عالي الجهد “HVDC” لمصر إمكانية الوصول إلى شبكات الطاقة المترابطة الرئيسية في منطقة الخليج العربي، كما سيتيح للملكة العربية السعودية الوصول لشبكات كهرباء شمال أفريقيا، مع تعزيز قدرة تحمل الشبكة وأمن إمدادات الطاقة.

يُشار أن لكل من البلدين أهداف طموحة فيما يتعلق بحيادية الكربون، حيث تعمل المملكة العربية السعودية على زيادة حصة الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة إلى ما يقرب من 50٪ بحلول عام 2030.

فيما تعتزم جمهورية مصر العربية زيادة إمدادات الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة إلى 42٪ بحلول عام 2035، ويسهم هذا الربط بشكل مباشر بتحقيق تلك الأهداف.

كما أن قيمة الاستثمار الكبيرة تعني تأمين فرص عمل ونقل للمعرفة للسكان في كل من المملكة العربية السعودية ومصر.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إن الوصول إلى هذه المرحلة المهمة من هذا المشروع، هو تتويج لتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين، والتي تنص على تعزيز الروابط الأخوية المتينة التي تجمعهما، وترسيخ العلاقات العريقة والمتميزة بينهما، وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.

وتنفيذاً لمذكرة التفاهم في مجال الربط الكهربائيبين البلدين التي وقعت بحضور خادم الحرمين الشريفين، وفخامة الرئيس، حفظهما الله، ضمن حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية والسياسية بين البلدين.

وبين وزير الطاقة أن خطط الربط الكهربائي في المملكة عموماً، تنسجم مع برامجها التنفيذية المنبثقة من رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى استثمار الموقع الاستراتيجي للمملكة، وامتلاكها لأكبر شبكة كهربائية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، بأن تكون مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة الكهربائية من خلال مشاريع الربط الكهربائي بين الدول يسهم في تعزيز السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء، ويدعم مشاركة البلدين فيها.

وأكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، الدكتور محمد شاكر المرقبي، أن المشروع يأتي تتتويجاً لعمق العلاقات المصرية – السعودية عبر التاريخ، ويؤكد على توجيهات قيادتي البلدين ويؤكد ريادة البلدين في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لبلدان الوطن العربي أجمع، باعتبار الربط بينهما سيكون نواة لربط عربي مشترك، بالإضافة إلى أنه يأتي مكملاً وداعماً لرؤيتي كلا البلدين  (2030).

وأضاف، أن هذا المشروع يمثل ارتباطاً قوياً بين أكبر شبكتين كهربائتين في المنطقة، وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين، بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادي والتنموي لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميجاوات من الكهرباء.

وأوضح الدكتور محمد شاكر المرقبي، إنه في ضوء الخطط الطموحة للبلدين للتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، فإن هذا الربط تمثل صمام أمان للشبكتين الكهربائيتين لمواجهة طبيعة عدم استقرار الطاقات المتجددة بشكل عام، ويوفر استثمارات هائلة لمعالجة أي آثار تنتج عن ذلك.

هذا وقد صرح السيد “كلاوديو فاكين” الرئيس التنفيذي لشركة “هيتاشي إيه بي بي باور جريدز”: “يعد التحول في مجال الطاقة النظيفة أحد أكثر التحديات إلحاحاً وأهمية في عصرنا ويجب أن نتعاون لتسريع الوصول إلى مستقبل محايد للكربون”.

وتابع قائلاً: “نحن فخورون بإتاحة الفرصة لنا للعمل مع عملائنا وشركائنا الكرام في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، حيث إننا في “هيتاشي إي بي بي باور جريدز” نقوم بتمكين الربط بين القارات لإتاحة تبادل الطاقة المتجددة عبر الحدود والمناطق الزمنية بشكل موثوق وعلى نطاق واسع”.

ومن الجدير بالذكر أنه يمكن لنظام الربط هذا على المدى الطويل أن يصبح جزءاً من نظام طاقة مترابط على نطاق أوسع مع أوروبا ومنطقة شرق البحر المتوسط، مما سيسمح بتبادل الطاقة الشمسية من الجنوب والشرق مع طاقة الرياح والطاقة المائية من الشمال.

زر الذهاب إلى الأعلى